٠٦‏/٠٤‏/٢٠١٠

من مفكرة عاشق دمشقي

فرشت فوق ثراك الطاهـر الهدبـافيا دمشـق... لماذا نبـدأ العتبـا؟
حبيبتي أنـت... فاستلقي كأغنيـةٍعلى ذراعي، ولا تستوضحي السببا
أنت النساء جميعاً.. ما من امـرأةٍأحببت بعدك.. إلا خلتها كـذبا
يا شام، إن جراحي لا ضفاف لهافمسحي عن جبيني الحزن والتعبا
وأرجعيني إلى أسـوار مدرسـتيوأرجعي الحبر والطبشور والكتبا
تلك الزواريب كم كنزٍ طمرت بهاوكم تركت عليها ذكريات صـبا
وكم رسمت على جدرانها صـوراًوكم كسرت على أدراجـها لعبا
أتيت من رحم الأحزان... يا وطنيأقبل الأرض والأبـواب والشـهبا
حبي هـنا.. وحبيباتي ولـدن هـنافمـن يعيـد لي العمر الذي ذهبا؟
أنا قبيلـة عشـاقٍ بكامـلـهاومن دموعي سقيت البحر والسحبا
فكـل صفصافـةٍ حولتها امـرأةًو كـل مئذنـةٍ رصـعتها ذهـبا
هـذي البساتـين كانت بين أمتعتيلما ارتحلـت عـن الفيحـاء مغتربا
فلا قميص من القمصـان ألبسـهإلا وجـدت على خيطانـه عنبا
كـم مبحـرٍ.. وهموم البر تسكنهوهاربٍ من قضاء الحب ما هـربا
يا شـام، أيـن هما عـينا معاويةٍوأيـن من زحموا بالمنكـب الشهبا
فلا خيـول بني حمـدان راقصـةٌزهــواً... ولا المتنبي مالئٌ حـلبا
وقبـر خالد في حـمصٍ نلامسـهفـيرجف القبـر من زواره غـضبا
يا رب حـيٍ.. رخام القبر مسكنـهورب ميتٍ.. على أقدامـه انتصـبا
يا ابن الوليـد.. ألا سيـفٌ تؤجره؟فكل أسيافنا قد أصبحـت خشـبا
دمشـق، يا كنز أحلامي ومروحتيأشكو العروبة أم أشكو لك العربا؟
أدمـت سياط حزيران ظهورهمفأدمنوها.. وباسوا كف من ضربا
وطالعوا كتب التاريخ.. واقتنعوامتى البنادق كانت تسكن الكتبا؟
سقـوا فلسطـين أحلاماً ملونةًوأطعموها سخيف القول والخطبا
وخلفوا القدس فوق الوحل عاريةًتبيح عـزة نهديها لمـن رغبـا..
هل من فلسطين مكتوبٌ يطمئننيعمن كتبت إليه.. وهو ما كتبا؟
وعن بساتين ليمونٍ، وعن حلمٍيزداد عني ابتعاداً.. كلما اقتربا
أيا فلسطين.. من يهديك زنبقةً؟ومن يعيد لك البيت الذي خربا؟
شردت فوق رصيف الدمع باحثةًعن الحنان، ولكن ما وجدت أبا..
تلفـتي... تجـدينا في مـباذلنا..من يعبد الجنس، أو من يعبد الذهبا
فواحـدٌ أعمـت النعمى بصيرتهفانحنى وأعطى الغـواني كـل ما كسبا
وواحدٌ ببحـار النفـط مغتسـلٌقد ضاق بالخيش ثوباً فارتدى القصبا
وواحـدٌ نرجسـيٌ في سـريرتهوواحـدٌ من دم الأحرار قد شربا
إن كان من ذبحوا التاريخ هم نسبيعلى العصـور.. فإني أرفض النسبا
يا شام، يا شام، ما في جعبتي طربٌأستغفر الشـعر أن يستجدي الطربا
ماذا سأقرأ مـن شعري ومن أدبي؟حوافر الخيل داسـت عندنا الأدبا
وحاصرتنا.. وآذتنـا.. فلا قلـمٌقال الحقيقة إلا اغتيـل أو صـلبا
يا من يعاتب مذبوحـاً على دمـهونزف شريانه، ما أسهـل العـتبا
من جرب الكي لا ينسـى مواجعهومن رأى السم لا يشقى كمن شربا
حبل الفجيعة ملتفٌ عـلى عنقيمن ذا يعاتب مشنوقاً إذا اضطربا؟
الشعر ليـس حمامـاتٍ نـطيرهانحو السماء، ولا ناياً.. وريح صبا
لكنه غضـبٌ طـالت أظـافـرهما أجبن الشعر إن لم يركب



٠٥‏/٠٤‏/٢٠١٠

يا ايها الكبار يا اصحاب القرار


أصرخ للكبار
من يمسكون اليوم بالقرار
لا تخطفوا الأحلام من أطفالنا
لا تقطفوا الآمال من آمالنا
غدا تزول دولة القرار
و من وراء دولة القرار
لن تستطيعوا عندها أن تحبسوا الينبوع
فسوف تطلع المياه من فم الصخور
و ترفع الحرية النير عن النسور
رجالنا بطولة الملاحم
نساؤنا خصوبة المواسم
أطفالنا مستقبل النسائم
و صوتنا مساحة الصدى
و حلمنا يعانق المدى
فلترفعوا عنا هذا الحصار
يا أولياء القهر و القرار
يا ايها الكبار
قاوم فيداك الإعصار
لا تخضع فالذل دمار
و تمسك بالحق فإن الحق
سلاحك مهما جاروا
قاوم فيداك الإعصار
و تقدم فالنصر قرار
إن حياتك وقفة عز
تتغير فيها الأقدار
يوم تقوم ثورة الغضب
في أمة الغضب
في وقفة العز
و في انتفاضة الكرامة
تندحر الظلامة
و عندها لن تستطيعوا

وقف ما في النهر من هدير
سوف يقوم السيل
لن تستطيعوا رد هذا الويل
سوف يقوم السيل
و يسقط القرار

يا أولياء القهر و القرار

يا أيها الكبار

مازوت و صوبيات و دفئ !!!!!!!!!!

مازوت و صوبيات و دفئ !!!!!!!!!!

مع بداية موسم الشتاء يبدأ سعي الأسر السورية لتدبر أمر التدفئة، البيئات السورية متنوعة بشكل مذهل فمن المناخ الساحلي الدافئ نسبياً، إلى بيئة الجبال الباردة، إلى الداخل الجاف.
لا تتنوع الوسائل بتعدد البيئات فحسب، بل يلعب التفاوت الطبقي والاجتماعي دوراً كذلك في تنوع مصادر وطرق الحصول على الدفء، وإن كانت صوبيا المازوت لا تزال أم الدفا والعفا، فإن طرقاً أخرى تراثية، أو محلية تنضم إلى أخرى حداثية في تزويد البيوت السورية بالحرارة خلال فصل الشتاء البارد ، حتى أن تعويضات العمال، والموظفين السوريين،ما تزال تضم في مقدمتها تعويض التدفئة الذي يبلغ 870 ليرة سورية ،والذي تعتريه زيادة دورية كلما قررت الحكومة رفع أسعار المازوت الذي يشكل المادة الأساسية في التدفئة.

[][/]
نزداد شباباً

و الصوبيا هي وسيلة التدفئة رقم واحد في سورية، يلتف حولها المواطنون أكثر من التفافهم حول حكومتهم وخططها الإصلاحية المتعثرة ، ومع بداية موسم البرد بين تشرين الأول، وكانون الأول، حسب المنطقة ينشغل السوريون بما يسمونه " تركيب الصوبيات " ويغدو مشهد رب الأسرة وهو يحمل " صوبيا " أو " بوري " أو " كوع " أو " تي " وهي التسميات المحلية لتجهيزات الصوبيا ، مألوفاً جداً ، وتتنوع مستويات، وتقنيات صوبيا المازوت من شكلها الأكثر بدائية، وتوفيراً في المواد، والتي يبلغ ثمنها 600 ليرة إلى التي يعتمد تشغيلها على الكهرباء، وتوفر احتراقاً شبه كامل للمازوت ويمكنها تدفئة منزل صغير .
ولكل نوعية مشاكلها، فالصوبيات الأقل استهلاكاً للوقود، وبالتالي الأقل إصداراً للحرارة كثيراُ ما تدفع دخانها إلى البيت بدلاً من الأعلى لعدة أسباب، وهذا ما يعني تعايشاً رهيباً مع دخان المازوت الذي لم يتم احتراقه، وعدة طلعات إلى سطح البناء لمعاينة اتجاه الريح ، و تغيير المنفذ بحسب الاتجاه ، وكثيراً ما " تنفـُض " الصوبيا بوجه مشغلها أو بشكل فجائي تبعاً لحالة الريح في الخارج، وهذا يعني تطاير الهباب والدخان منها باتجاه بابها و انتشاره على أرض الغرفة بما تحويه من فرش أو ثياب أو غير ذلك، ويصبح الأمر كارثياً فيما لو كانت ربة المنزل تعتمد على حرارة الصوبيا في تنشيف الملابس.

"نفض" الصوبيات

مع أول مطرة باردة يسارع السوريون لتركيب صوبياتهم بعد " نفضها " ، ونفض الصوبيا يعني إجراء صيانة شاملة لها ،تنظيفها، وفتح ثقوب الهواء فيها ،وإزالة طبقة هباب الفحم المتيبسة، والملتصقة بـ "الفرن " تتجمع الصوبيات أمام محل " أبو أحمد " مسبّع الكارات في حي الميدان في حلب ، من الطيور الملونة إلى الصوبيات إلى الدلالة العقارية ، كل هذه المهن تتجمع في محله وفي شخصه ، نفض الصوبيا يكلف ما بين 100 – 500 ليرة حسب نوعيتها وقيمتها ، قطع الغيار تؤمن فوراً ، وشهري الخريف قبيل الكوانين تجعله يعمل 20 ساعة في اليوم .