١٤‏/٠٥‏/٢٠٠٨

سيريانيوز من منزل"نايا" حتى اللحظات الاخيرة في حياة "شهيدة الطفولة"

خرجت لتشتري"كرواسون" بالشوكولا ..وتعرف عليها والدها في المشرحة من شعرها!؟

لم تنم حمص ليلة الأمس بانتظار تنفيذ حكم الإعدام الذي أصدره الأهالي قبل وصوله للقضاء , فبالرغم من كل المحاولات التي جرت من قبل الأوساط الرسمية لإخلاء ساحة الشهداء ( الساعة القديمة ) من المئات الذين غصت بهم, إلاّ أن البعض بقي في الساحة حتى فجر اليوم , بانتظار تنفيذ الحكم على المجرم الذي اغتال براءة ناية اغتصاباً.


نايا الطالبة المجدة

في غرفة نايا بمنزل ذويها حيث يلف الصمت جدرانها الكئيبة كل شيء باقٍ في مكانه , الألعاب والدمى التي تنتظر يد نايا لتمتد إليها كما كانت تفعل كل يوم , والثناءات والامتيازات التي سبق أن نالتها من إدارة المدرسة لتفوقها الدراسي والمنثورة في أنحاء غرفة مازالت تترد في جنباتها صدى ضحكاتها البريئة , على أمل عودة طفلة مجتهدة , خرجت ولم تعد ,. ومع توديع نايا تركت والدتها وأخوتها ( غزل 14 سنة , غازي 12 سنة , عمر 3 سنوات , قمر سنتين ) المنزل لتبقَ الذكريات وحيدة .

" الخرجية " والفرح الذي لم يكتمل

يروي والد نايا حسان غزاوي لسيريانيوز ما حصل قبيل مقتل نايا فيقول :" ظهيرة يوم الأحد الماضي عادت نايا من المدرسة قبيل شقيقها " غازي 12 سنة " بدقائق , وطلبت من والدتها عشر ليرات بدل " خرجيتها " التي دفعتها ثمناً لأوراق الفحص, وكنت أتناول طعام الإفطار الذي رفضت أن تشاركني إياه لأنها ستشري ( كروسان بالشوكولا ) من السمان المجاور للمنزل , حيث خرجت حوالي الساعة الثانية عشرة والنصف , ثم خرجت برفقة والدي لقضاء أمر خاص في القصر العدلي , وقرابة الواحدة وعشر دقائق اتصلت زوجتي لتخبرني بأن " نايا " لم تعد للمنزل , فطلبت منها أن ترسل " غازي " للبحث عنها في الحارة , ثم عاودت الاتصال بي في الواحدة والنصف لتتقول لي أنهم لم يجدوها فعدت للمنزل مسرعاً ".

جريمة مروعة وضح النهار

" في الطريق للمنزل – يكمل والد الطفلة لسيريانيوز – كان ثمة جمع من الناس أمام عمارة قريبة من منزلي يتحدثون عن فتاة سقطت من الطابق الخامس للأرض عارية , فاتصلت بشريكي ( والد الطفلة يعمل بمكتب عقاري ) وذهبنا سوية للمشفى الوطني "

صاحب محل مجاور لمكان الجريمة ( رفض الكشف عن اسمه ) قال لسيريانيوز :" قرابة الثانية إلاّ ثلث من ظهر يوم الأحد الماضي سقطت طفلة من أعلى البناء المجاور إلى الأرض , وكانت عارية تماماً من أي لباس يستر جسدها , وعندها كان الباب الخارجي للبناء مغلق , ومع ذلك وقفنا نراقب فيما سيخرج أحد , مع الاتصال بالشرطة ونقل الطفلة للمشفى الوطني , ثم تم البحث في البناء بدقة عمن قذف بالطفلة فلم نجد أحد ".

الحذاء ثم ( بكلة الزنار ) من دل على نايا

في المشفى الوطني – وبحسب ما روى والد الطفلة – طلب إلى الشرطة رؤية الفتاة التي نقلت للمشفى للتعرف عليها فيما إذا كانت ابنته , وعندها سأله أحد عناصر الشرطة عما إذا " كان يعرف لون حذاء ابنته أو حتى يمكن التعرف للحذاء فيم إذا كان لها " ومع رؤية ( فردة الحذاء ) لم يستطع أبو غازي التأكد من أن الحذاء عائد لابنته بالرغم من التعرف على لون الحذاء ( الأبيض ) وعندها طلب منه أحد عناصر الشرطة التحلي بالصبر والشجاعة للكشف على الجثة ,

والمفاجأة كانت في عدم استطاعة والدها التعرف عليها " من التشويه الذي أصابها " حتى رأى الزنار الذي كان في بنطالها ( الجينز ) حيث كان قد أصلح لها ( البكلة في اليوم السابق ) .

طبعاً كانت الثياب قد أحضرت من قبل الشرطة من مكان الجريمة .

تشوه في الجثة وتغير في المعالم

الدكتور عطا الله عباس الطبيب الشرعي بحمص الذي كشف على جثة الطفلة نايا لدى وصولها للمشفى قال لسيريانيوز إن " الطفلة قد تعرضت للتشويه نتيجة السقوط من شاهق كما كانت شوهدت أثار للكدمات والسحجات حياتية ( أصيبت بها قبل وفاتها نتيجة السقوط ) وبعض الكسور في الكتف والمعصم اليمين " وعن سبب الوفاة قال الدكتور عباس " توفيت بسبب كسور في الجمجمة وريح صدرية واسعة مما أدى لقصور في التنفس " ولم يستبعد الطبيب الشرعي وجود اعتداء جنسي على الطفلة من الناحيتين .

فيما نقل والدها لسيريانيوز أنها " كانت متورمة جداً لدرجة لم أعرفها لأن ابنتي أضعف بنية من الجثة التي رأيتها بكثير , الأمر الذي أذهلني , بالرغم من أني عرفت شعرها عندما فرده لي الطبيب الشرعي وعندها قلت له الشعر لابنتي فيما الجسد ليس لها ".

الكشف عن القاتل

قائد شرطة المحافظة حضر إلى موقع الجريمة , واستنفر بشكل كامل عناصر فرع الأمن الجنائي وقسم الحميدية للشرطة في البحث عن الفاعل والكشف عنه , وفي السابعة مساءً تم فعلاً الكشف عن الفاعل مع التكتم الشديد عن التفاصيل ريثما ينتهي التحقيق معه .

وقال مصدر متابع للتحقيقات لسيريانيوز أن " كل ما تناقله الناس وبعض وسائل الإعلام من وجود طفل شاهد أو إشهار سكين هو محض شائعات " رافضاً إعطاء أي معلومة عن كيفية الكشف عن المجرم أو المدى الذي وصل إليه التحقيق .

فيما قال والد الطفلة لسيريانيوز أن " الشرطة أبلغوه بأنهم كشفوا الفاعل في الحادية عشرة ليلاً بعدما تم تأمين أهله كونه من سكان الحي نفسه ".

جنازة شعبية وشائعات بالإعدام

ظهر يوم الاثنين نقل أهالي حي الخالدية جثمان الطفلة نايا للسرايا مطالبين بإيصال صوتهم للرئيس لإعدام المجرم , ومع مشاركة المحافظ والمحامي العام في الجنازة وتأكيدهم أن القاتل " سينال عقاباً قاسياً " مع " إجراءات قضائية سريعة " تناقل أهالي المدينة شائعة أن الإعدام سينفذ مساء الاثنين في ساحة ( الساعة القديمة ) ومع مرور الوقت نقل المئات من ( المواطنين المنتظرين رؤية تنفيذ الإعدام ) حتى فجر الثلاثاء , حيث غادر آخرهم صباحاً دون رؤية ما تمنوه .

محامية " أن يعدم الفاعل ألف مرة قليل عليه "

المحامية نهلا الزاهر وفي تعليق لها على الجريمة قالت لسيريانيوز " لقد تشدد قانونا السوري في معاقبة مرتكبي مثل هذه الجرائم , وغالباً ما يكون الحكم بالإعدام شنقاً استناداً لنص المادة / 535 / حيث ارتكب الفاعل جرم القتل لإخفاء جناية أخرى كان قد ارتكبها وهي الاغتصاب " وباعتقادي لو أعدم الفاعل ألف مرة لكان هذا أقل عقاب يوقع عليه لظروف الجريمة سواء من جهة زمان ارتكابها أو الطريقة التي تمت بها أو النتيجة الجرمية الحاصلة والتي تشمئز لها النفوس والتي إن دلت على شيء فهي تدل على أن المجرم قد أقدم على جريمته بدافع أناني دنيء لإرضاء شهواته الحيوانية ".

تربوية :" ما نراه شذوذ ما بعده شذوذ "

هنادي بدور المدرسة بقسم الإرشاد النفسي بكلية التربية – جامعة البعث وفي اتصال لسيريانيوز معها قالت " بالرغم من تعدد أنواع الشذوذ الجنسي والنفسي وكثرتها , إلاّ أن ما فعله هذا القاتل يشذ عن هذه الشذوذ , فما نراه في هذه الجريمة هو شذوذ ما بعده شذوذ , حيث يمزج بين السادية ( حب تعذيب الغير ) وجماع الأطفال, لقد قام الفاعل بالاتصال الجنسي من أجل إرضاء رغبات جنسية مكبوتة مستخدماً القوة والسيطرة على الطفلة ممارساً الكشف عن الأعضاء التناسلية وإزالة الثياب عن الطفلة , وهذا الأمر ما كان ليكون عبثياً بل باعتقادي فقد ولد في بيئة غير سوية تربوياً, وترعرع ضمن مفاهيم قاصرة ومغلوطة وانتهى بغياب أي نوع من أنواع الإدراك للفصل بين الخطأ والصواب , فكانت الجريمة نتيجة ".

مشاهدات من مكان الجريمة

بزيارة لمكان الجريمة كان باب الشقة التي وقعت فيها الجريمة مغلق من قبل الشرطة , ولكن السطح الذي فر منه الجاني إلى البناء المجاور كان مفتوحاً , حيث يلتصق بناءان ببعضهما مع فارق ارتفاع طابق لصالح البناء الذي وقعت فيه الجريمة , فيما يوجد كمية من البلوك ( الخفان ) موضوعة فوق بعضها البعض مما يسهل الانتقال بين البناءين , مع العلم أن البناء المجاور ما زال قيد الانجاز , مما يعني سهولة فرار الجاني بعد القيام بفعلته .

أحمد ح صطوف – حمص - سيريانيوز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق