وكان أول من اهتم بالقلعة في العصر الإسلامي الأمير سيف الدولة الحمداني الذي اقام فيها ، كما سكنها ابنه سعد الدولة في القرن العاشر الميلادي ، ولكن الازدهار الكبير الذي شهدته القلعة كان في عصر الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي الذي ترك لنا آثاراً عسكرية معمارية مهمة، وكانت آخر الترميمات قد حدثت أيام السلطان قانصوه الغوري آخر السلاطين المماليك.
الابراج :
ندخل الى القلعة من الشارع المحيط فيها بواسطة الجسر المسمى ( الباشوره ) وهو اسم مميز اطلقه الحلبيون مستمد من تعبير ( مباشرة الصعود ) لنصل الى :
- البرج الأول المتقدم، الذي جدد في عهد السلطان قانصوه الغوري حوالي عام ( 1500 ) م وله بابان .
يتصل هذا البرج الاول بالمدخل الرئيسي العلوي للقلعة بواسطة جسر خشبي صغير يرفع عند الحاجة ، ثم استبدل به ممر ثابت من الحجر ليتصل بمدخل يقوم على ثمانية أقواس حجرية .
- ويليه البرج الرئيسي ( الحصن)، ويتألف هذا البرج من بنائين تفصل بينهما فجوة يولج منها إلى القلعة، تقوم أعلى هذا البرج قاعة العرش.البرج الرئيسي من بناء الأيوبيين، أما القاعة التي فوقه فهي من عمل المماليك.
يدخل الى القلعة من البرج الرئيسي حيث يوجد المدخل المعروف بباب الحيات زود هذا البرج بمدخل ملتو من النوع الذي يعرف بالعمارة العربية الإسلامية بالمدخل المنكسر ؛ وذلك للمساعدة على امتصاص قوة الدفع التي يتقدم بها العدو، ثم إرباكه ومهاجمته عن طريق وسائل الدفاع الأخرى التي تحيط بهذا المدخل.
- برج السفح الجنوبي الواقع في خندق القلعة الجنوبي عند أسفل التحصينات المائلة، وقد قام بترميمه قانصوه الغوري، وهناك كتابة تشير إلى ذلك، ويبلغ ارتفاعه نحو 28 متراً.
- وهناك البرج المتقدم الشمالي، وهو معاصر للبرج الجنوبي، ويتألف من أربعة طوابق، ويتصل بالقلعة بواسطة ممر سري .
البرج المتقدم
البرج الرئيسي
الجسر الواصل بين البرج المتقدم والبرج الرئيسي
البرج الشمالي
البرج الجنوبي
الجسر الخشبي
الأبواب :
للقلعة عدد من الأبواب بناها الملك الظاهر غازي ابن صلاح الدين، أهمها :
- باب الحيات، وهو باب البرج الرئيسي، و هو مصفح بالمسامير الحديدية الضخمة، وقد زين مصراعاه بحدوات الخيل.
- ويليه باب ثان سمي بباب الأسدين، وقد زين أعلاه بنقش صورة أسدين متقابلين، بينهما شجرة الحياة وهي على شكل نبتة الزنبق .
ثم نصل الى مقام يسمى مقام (الخضر) " وكان القدامى يضعون مقامات لاولياء الله الصالحين لامدادهم بالشعور بالامان وتعددت مقامات سيدنا ( الخضر ) في اماكن عديدة بحلب على الرغم من المعتقد الاسلامي ان الخضر باق على قيد الحياة لا يموت .
- الباب الثالث يعلوه نحت بارز على شكل أسدين: أحدهما يضحك، والآخر يبكي، وهو مبني في القرن الثالث عشر الميلادي.
باب الحيات
باب الاسدين
باب الاسدين الضاحك والباكي
القاعات :
تقع في القلعة خمس قاعات رئيسة:
- أولها قاعة الدفاع الكبرى، المؤلفة من حجرات متجاورة تطل مباشرة على مدخل القلعة الرئيسي ، وقد زودت بكوّات وثغرات بارزة لرمي العدو بحمم القذائف الملتهبة، والسوائل النارية والسهام،.
- ثانيها القاعة الكبرى،التي تسمى ( حبس الدم ) الواقعة تحت مستوى أرض القلعة، يقع في زاويتها الشمالية الغربية (كوة) تؤدي إلى مستودع كبير كانت تحفظ فيه الحبوب والمؤن وعلف الرواحل.
- أما أهم القاعات وأكبرها فهي قاعة العرش، وقد بناها قانصوه غوري، وكان سقفها مؤلفاً من تسع قباب ترتكز على أربع دعائم، ذات زخارف ونقوش من العهد المملوكي، لكن انهار سقف القاعة بالزلزال الكبير في عام ( 1822 م) ، تم إعادة سقف القاعة بالسبعينات من القرن العشرين بسقف ( بيتوني ) وزخرفة خشبية دمشقية من الداخل ويعتبر هذا خروج عن اصول الترميم التي كان يفترض ان يتم بالزخارف الحلبية المعروفة و ليس بالزخارف الدمشقية .
القصر الملكي و الحمام :
كما يوجد فها القصر الملكي الذي بناه الملك الظاهر وابنه محمد ، وهو قصر جميل، بابه كبير وفخم، تعلوه مقرنصات، شيّد بالحجارة السود والصفر على شكل مداميك متساوية، وأرضه مبلطة بالرخام والمرمر والحجر المصقول، ويتوسطه حوض ماء، وأنشئ في جداره سبيل ماء.
وفيها حمام مؤلف من تسع حجرات وحجرة عاشرة لخلع الثياب، وقد جهز بأنابيب مصنوعة من الفخار للمياه الحارة والباردة، ويوجد في القلعة عدد من صهاريج المياه والآبار.
سور القلعة :
يحيط بالقلعة سور يبلغ طوله الاجمالي حوالي (900) متر ويبلغ ارتفاعه احياناً حتى (12) متر
الخندق :
من العناصر الدفاعية للقلعة الخندق الذي يحيط بها من جميع الجهات، الذي قام بتوسعته الملك الظاهر غازي ، ويبلغ عمقه أحياناً نحو 22 م، وعرضه نحو 30 م ، وقام بتسفيح سطح التل الذي تقوم عليه القلعة بحجارة ملساء ليصعب تسلقها، وتساعد هذه الإعاقة التي تقوم بها التحصينات المائلة على إعطاء الفرصة للمدافعين لاقتناص الأعداء وردّهم، ولا تزال بقايا تلك التحصينات ماثلة للعيان، وبعضها يغطيه التراب .
و هناك عدة نظريات حول خندق القلعة :
نظرية تقول أن الخندق لم يكن يملئ بالماء لان حلب كانت تعرف بشح الماء ، والماء الواصل من قناة حيلان لم يكن يكفي أهلي حلب للشرب ، أما نهر قويق فلا يوجد ما يصله بالقلعة وتاريخياً عرف بفترات جفافه الطويلة ، كما ان الخندق يحتاج إلى كميات كبير من الماء ، في حال تم تعبئة الخندق بالماء لم يكتشف حتى الآن طريقة موجودة لجعله ماء جار مما يؤدي بعد فترة طويلة الى تحوله إلى مستنقعات مائية .
وهناك نظرية تقول أن الخندق وجد ليمتلئ بالماء ليكون حاجزاً طبيعياً أمام العدو للدفاع عن القلعة ، ولا يوجد رد واضح من أصحاب هذه النظرية على الملاحظات التي اثارها اصحاب النظرية الاولى .
علماً الان الاسبار الحديثة لسفح القلعة بينت ان بلاط الحجري للسفح القلعة بنخفض عن ارض الخندق ( 7 ) امتار مما يشير الى انا الخندق كان اعمق بكثير .
سراديب القلعة :
هناك اعتقاد عند الحلبين ان هناك عددة سراديب تصل بين احياء المدينة والقلعة ومصدر هذا الاعتقاد وجود قناة ماء حيلان التي كانت تجر الماء في نظام هندسي بديع من منطقة حيلا ن قرب المسلميه الى اسفل بيوت المدينة لتصل الى تحت القلعة مشكلة مجموعة من السراديب والانفاق كانت المياه تجري عبرها .
المعابد الموجوده بالقلعة :
في السنوات القليلة الماضية تم اكتشاف معبد اثري قديم بالقلعة وجد فيه عددة تماثيل ومنها تمثال اله ( حلب ) المسمى ( حدد ) .
وكان يوجد فيها كنيستان تحولتا الى مسجدين :
المسجد الصغير :
في العصور القديمة كان يوجد بالقلعة كنيستان تحولتا الى المسجد الصغير المسمى مسجد ابراهيم الذي تروي الكتب التاريخية ان في عام 1043 م نقل اليه جزء من رأس النبي " يحيى ابن زكريا عليهما السلام " موضوع في جرن من الرخام الابيض ، ثم نقل الى الجامع الاموي الكبير بحلب الذي عرف بجامع سيدنا " زكريا " .
الجامع الكبير :
يقع الجامع الكبير في نهاية الطريق الرئيس بقلعة حلب، إلى يسار الصاعد، وهو ملاصق لسور القلعة، يدخل إليه من الجدار الشرقي، يرد أحياناً في كتب بعض المؤرخين باسم المقام الأعلى، فوق مدخله نجفة، عليها كتابة تشير إلى أن بانيه هو الملك الظاهر غازي سنة 1213 م .
المسرح :
قامت وزارة الثقافة في السبعينات من القرن العشرين ببناء المسرح على ارض فارغة في وسط القلعة كانت تستعمل كميدان لتدريب الخيل ، ليكون مسرحاً في الهواء الطلق .
ان اقامة هذا المسرح الحديث على ارض القلعة دون التنقيب عما اسفل هذا المسرح من آثار قد تكون غاية في الاهمية و دون أي وجود لذكر تاريخي لوجود مسرح داخل القلعة يعتبر خروجا عن الاعراف الاثرية في الحفاظ على الاوابد و تعديا كبيرا عليها .
الصور والمعلومات التاريخية بالتعاون مع الباحث المحامي علاء السيد - تحقيق بعدسة : ماهر أقرع - عكس السير
------------------
تم حفظ الملف بتاريخ 2010-01-03
لم تسقط و لم تركع أمام غاز عبر التاريخ .. قلعة حلب حيث يذل الطامعون ويغني المجد .. ( تحقيق مصور ) |
قلعة حلب , القلعة التي لم تركع أمام غاز عبر التاريخ , القلعة التي لم تسقط في يد محتل , اشتهرت عبر التاريخ بعزتها , وكبريائها , وشموخها وهي تتربع على عرش مدينة حلب , أرض الحضارة وملتقى الثقافات ... وجولة مصورة تحكي بعض حكايات الصمود .. بعض الصور مأثورة .. والبعض بعدسة عكس السير
تعتبر قلعة حلب أكبر قلعة في العالم بمساحة اجمالية تبلغ حوالي اربعة هكتارات . تقوم على مرتفع طبيعي صخري كلسي و قد بينت اعمال ترميم الدرج النازل الى خزان الماء الارضي الايوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق