٢١‏/٠٤‏/٢٠٠٨

عقد قران متواضع لنجل أحمدي نجاد في مشهد




طهران – من أحمد أمين - لم يكن التواضع والابتعاد عن مظاهر البذخ ميزة الرئيس محمود احمدي نجاد على صعيد المهام الرسمية فقط، بل امتد ليشمل سلوكه الاجتماعي.
ففي مدينة مشهد المقدسة تم عقد قران نجل احمدي نجاد على ابنة رئيس منظمة السياحة والاثار رحيم مشائي، الذي هو الآخر يشترك مع رئيسه في التواضع والعزوف عن المغريات المادية.
وكان مشائي اقترح ان يتم عقد القران في احدى صالات المدينة، لكون منزله «المستأجر» في مدينة مشهد لايتسع للضيوف، لاسيما ان الحفلة لاتقام بشكل مختلط، وانما يجب تخصيص مكان للرجال وآخر للنساء. في حين اقترح احمدي نجاد ان تتم المراسم في بيت مشائي، وهذا ماحصل بالفعل.
وخصص بيت والد العروس للنساء، اما الرجال فقد استضافهم مالك بيت مشائي، ومنزله ملاصق لمنزل مشائي. وطبعا بلغ عدد الضيفات المشاركات في مراسم عقد القران 25 امرأة، اما الرجال فكان عددهم 20 شخصا فقط.
وعلى خلاف حتى الاعراس التي تشهدها الطبقات الفقيرة في ايران، لم تكن هناك موائد عامرة بما لذ وطاب من الاطعمة والمأكولات والفواكه والحلويات وغيرها، بل صحون في كل واحد منها يوسفي واحدة (يوسف افندي) وبرتقالة وتفاحة وموزة وقطعة حلوى، قدمت للضيوف الذين افترشوا سجادا من النوع الزهيد الثمن المنسوج آليا.
وكان احمدي نجاد عرض على مالك منزل والد العروس فكرة استضافته مع ضيوفه الرجال لاجل اقامة مراسم عقد قران ابنه على بنت زميله في الحكومة، فرحب الرجل اشد ترحيب بالموضوع.
ولم يكن التواضع على مستوى مقومات الحفل فقط، وانما امتد ليشمل المهر(الصداق) ايضا، وقد اتفق الطرفان على ان يكون المهر عبارة عن نسخة من كتاب الله المجيد و14 مسكوكة ذهبية، تيمنا بـ «المعصومين الاربعة عشر» (الرسول الاكرم وبضعته الزهراء البتول وبعلها علي بن ابي طالب وولديها الحسن والحسين، والائمة التسعة من ذرية الحسين). وقد درجت معظم العوائل المتدينة في ايران على اختيار مثل هذا الصداق.
وقد امّ الرئيس محمود احمدي نجاد الضيوف واهل الدار، لاداء فريضتي المغرب والعشاء، ولم يكن هناك خبر عن طعام العشاء، واكتفى الضيوف بالفاكهة (المحسوبة) التي وضعت في صحن كل واحد منهم. واستغرقت مراسم عقد القران 4 ساعات فقط.
ويرى المتابعون للسلوك الاجتماعي والشخصي للرئيس محمود احمدي نجاد اوجه تشابه كبيرة مع سلوك الرئيس الاسبق محمد علي رجائي الذي قتل مع رئيس حكومته محمد جواد باهنر في حادث تفجير مبنى رئاسة الوزراء العام 1981، كما ان احمدي نجاد يسعى جاهدا للاقتداء بسلوك الفقيد الامام الخميني الذي ذاع صيته في التواضع والعزوف عن الدنيا واغراءاتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق