٢٦‏/٠٦‏/٢٠٠٨

القذارة والمكر, الخيانة والغدر لو تجلت كلها في مفردة واحدة لكانت قناة و موقع العربية.. بـقـلـم: أحمد علي المصطفى




عندما تجرأ نجاح محمد علي الذي يعمل كمراسل لقناة ( العربية ) في العراق والذي تمادى ليهزأ من نبي الإسلام محمد ( ص ) في تغطية تتعلق ببرنامج مسجل كان يصوره في منطقة الأهوار في الجنوب العراقي وحين كان يتناول طعام الغداء مع صحبة له قال بسخرية: ( من أطعم إخوانه صلت عليه الملائكة إلا جبريل يظل واقفا, قيل: لم يظل واقفا يا رسول الله ؟ قال: ينتظر الشاي ) ثم يتبع كلامه وهو يضحك مع ثلته ليقول: لم أرو هذا الحديث بالطبع, لقد رواه مسلم وهو حديث صحيح ! هذا التصرف الرخيص والذي رأيت تسجيلا مصورا له والذي شاهده واستنكره كثير من الناس وكتبوا فيه وعنه, أدهشهم بالفعل ذلك المستوى المنحط الذي بات يشكل وصمة عار على جبين الإعلام العربي والذي تقدم له تلك القناة التي كان البعض يتردد في أن يضعها في خانة القنوات المأجورة والمشبوهة, نقول لهم ببساطة: انتهى الظن هنا لننتقل إلى مرحلة اليقين, فلقد برح الخفاء وخرجت أدواتها القذرة من السر إلى العلن ومن التلميح إلى التصريح, فلم تعد في هذه المرحلة بحاجة إلى استعارة ولا كناية, ففي يوم ترى أنها أوردت خبرا تافها شاذا مسيئا عن مصر مثلا, لا يشكل حالة في أي مجتمع لتقدمه وبقالب إخباري على أنه أمر اعتيادي متكرر يحدث في البلد العربي التي انتخبته ليشكل وجبة الفتنة اليومية, وتقوم طريقتها في أن ترمي بسمومها حين تربط دولة عربية أخرى كالسعودية مثلا بالخبر نفسه, كي تتخذ شكل الخصم في الخبر الغريب الشاذ بالدولة الأولى المنتقاة في بداية الخبر والتي هي مصر, بما يشكل حالة استفزازية تحاول أن تزكي فيها أحد الأطراف على الطرف الآخر من خلال صياغة وتشكيل المادة الملفقة, فتضع في يوم الطرف المستهدف كمدافع عن نفسه وفي اليوم الآخر تعود وبوضاعة لتضع الطرف عينه كطرف مهاجم, ويقوم كادر الموقع أو القناة ( فهما واحد في الحقيقة ) بالطبع ومن خلال إرفاق أسماء وهمية مختلقة تحمل أسماء مصرية أو أسماء سعودية بإدراج تعليقات تحمل الكثير من السباب والشتائم فيما بينهم فيشيع جو من الفرقة في النفوس لدى الزائر والمتابع العربي ويقع الجهلة وضعاف النفوس في هذه المكيدة, لتنتقل في اليوم التالي وتقوم بإخراج مسرحية كاذبة رخيصة مشابهة ومتكررة مع تغيير طفيف وهو أن تقوم بوضع طرفين آخرين عربيين, سوريا ولبنان مثلا, المغرب والجزائر, قطر والسعودية, العراق والأردن, أو فلسطين والكويت..الخ كأطراف تريد لها أن تتقاتل فيما بينها لتسود أجواء حالكة من التناحر والشحناء والبغضاء. ثم أن تلك القاعدة العبرية ومن خلال طريقة مكشوفة أخرى لمتابعة هذا الأسلوب الإجرامي المفضوح, تعمل على بث أخبار فردية طارئة عابرة لتثير بها زوابع شقاق بين المسيحيين والمسلمين في العالم العربي, فتارة تجعل الطرف الأول معتديا وتارة أخرى تقدمه كمعتدى عليه ! ثم في يوم آخر تقوم بتغيير الطرفين, فتنتقل من القبط والمسلمين لتتحول المادة لوقود ونار تحاول أن تسعرها هذه المرة بين الكرد والعرب, أو الشيعة والسنة, ثم بين كل الطوائف والملل والنحل على تنوعها ويبقى المنتصر بالطبع هو التوأم الإسرائيلي الأمريكي. هنا لا بد لي أن أشير إلى تلك السياسة الصهيونية الهدَّامة التي تتخذها وتنتهجها تلك العصابة المغرضة ومن يقف وراءها في إضعاف الحس الترابطي القومي العربي وزعزعة وإنهاك جسده المبتلى والمريض أساسا لتسرّع احتضاره ومن ثم وفاته ودفنه, وهذا بالطبع لن يحدث, فمع كل تلك المحاولات, ومع كل هذا البلاء الواقع الذي لا نستطيع نكرانه, فإن للتاريخ دورة وإن للباطل جولة. إنه مثال بسيط لما تبثه و تروجه على مدار الساعة تلك البؤرة التخريبية السرطانية الإسرائيلية المعادية لكل قضايانا العربية والتي زرعتها الصهيونية العالمية وذيولها وأذرعها في جسد الأمة, لتعمل وحسب مخطط أمريكي إسرائيلي منهجي متدرج على إشاعة الفتنة والفرقة والتناحر فيما بين أقطار وأقاليم المنطقة العربية وشعبها الواحد, ولي ملاحظة سريعة أحب أن أنوه إليها تتعلق بالمثال الذي أوردته في البداية, بأن البرنامج الذي احتوى على المقطع الماجن الذي استهزأ بأحاديث النبي ( ص ) وسخر من جبريل, هو برنامج مسجل وليس على الهواء, فهو بالتالي أمر ما كان لندخله في باب زلات اللسان, ولكنه أمر مبيت ومدروس ومتعمد, ومع هذا فلم يتم حذفه مثلا من خلال مروره على قسم المونتاج, هي إذن سياسة عدوانية تجاهر بها قناة الصهاينة تلك, غير عابئة بالذيول والتبعات الوخيمة التي قد تنتجها تصرفاتهم المشينة المتتابعة والمستمرة في غيها و إفسادها, في ضلالها وإضلالها, هو إصرار واضح بيـِّـن جلي على اقتراف الشر ومزاولته. لهذا, نطالب كل عاقل منصف لبيب أن يتوخى الحكمة والحذر في تعاطيه مع ذلك البوق المنفر الذي يذكرني بابن أبي سلول, ويتعالى على تلك التوافه الرخيصة والأكاذيب المبثوثة, وينأى بنفسه مبتعدا عن نافثاتها ومكرها وأحقادها, متخذا سمت المنطق وسبل الحلم والصبر والأناة على ما يجد من مثالب ومساوىء, وما قد يطالع من سموم فتاكة مهلكة تتزين وتتخفى بعض الأحيان خلف ريحانة أو ياسمينة أو مزقة سوسن, أو عبرية إسرائيلية صهيونية أمريكية تختبىء خلف مسمى ( العربية ), بينما العرب والعروبة والعربية منها براء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق