٢٩‏/٠٧‏/٢٠٠٩

عيد البندورة " عيد شعبي جديد " في حلب


أصبح للبندورة عيد في السفيرة( 30 كم شرقي حلب )، مع المهرجان الأول للبندورة الذي نظمته كل من غرفة الزراعة في حلب وكلية الزراعة في جامعتها ولاقى استحسان الأهالي أملاً في تحقيق فائدة أكبر لهم وزيادة دخولهم حيث تشكل البندورة المحصول الرئيس في المنطقة.


وقال د . أحمد معروف رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان "تعتبر زراعة البندورة إحدى الزراعات الرائدة بمنطقتنا،وهي أهم الخضار التي تدخل في الوجبة اليومية على مدار العام لذلك يهدف المهرجان لإقامة نشاطات تعريف بهذه الزراعة ومستلزمات تطويرها وأنسب عمليات الخدمة البستانية وتقنيات التصنيع والتعليب والتسويق ضمن مفهوم السياحة البيئية لبساتين المنطقة "

وآمل معروف أن يصبح المهرجان تقليداً سنوياً يتم فيه رعاية هذه الزراعة بما يرفع عائديتها ويطور مستوى المنطقة.

بندورة في كل مكان

انتشرت ملصقات المهرجان في كل مكان ، وتم توزيع قمصان بيضاء اللون طبع عليها قرص بندورة ،رائحة عصير البندورة تفوح في طرقات المدينة هذه الأيام مع نزول موسم البندورة في المنطقة،ويكاد سوق الهال فيها يخلو من الخضار والفواكه عند المساء، فيما تبقى البندورة لوحدها، فهو ليس أكثر من مركز لتجميع المحصول من المزارع المحيطة بالسفيرة تمهيداً لشحنها نحو حلب والمحافظات القريبة وعصرها لحساب مصنعي الدبس المنزلي.

امتلأت قاعة المركز الثقافي العربي في السفيرة بالحضور،و أدى أطفال يرتدون "قمصان البندورة " فقرات رياضية وفنية ، مزهوين بقمصانهم المزينة بقرص بندورة ،ربما سيغدو في سنوات قريبة رمزاً للمدينة.

العيد شمل معرضاً للمحصول ومستلزمات الزراعة ،وتكريماً لبعض المزراعين، ومحاضرات علمية حول المحصول.

أبو حسين الذي لم يجد مكاناً يرى من خلاله المسرح قال " نتمنى أن يعقب الاحتفال اهتمام حقيقي بنا فنحن نزرع ونتعب ولا نعرف هل سنجني تعبنا أم سنترك المحصول في البستان ، نريد من الزراعة أن تخطط بشكل صحيح ونحن ننفذ خططها "

للبندورة عيد آخر

ويقوم سكان بلدة بونول في إقليم بلنسية الاسباني بالتراشق بالبندورة في الأربعاء الأخير من آب من كل عام في تقليد يعود للعام 1945 يحتفل فيه بعيد " توماتينا " .

ويحضر فيه عبر الشاحنات إلى مركز المدينة أكثر من 100 طن من البندورة، حيث يعتليها الشبان الشاحنات ، ويبدأون التراشق لمدة ساعتين ويعقب ذلك نشاط مكثف من البلدية لشطف الشوراع ويحل المساء وكأن شيئاً لم يكن .

ورفض كل الذين سألناهم ما يقوم به سكان إحدى المدن الاسبانية خلال احتفالهم بعيد البندورة حيث يتراشقون بحباتها ويغطسون بعصيرها في المهرجان الذي يستقطب الآلاف.

وقال حسن الأحمد " نحن نريد من العيد تقدير تعب المزارعين وتطوير حياتنا أما التراشق بالبندورة فهو سلوك الكسالى الذين يبحثون عن طريقة غريبة للاحتفال " .

واعتبر أبومحمد أن النعمة لا يمكن التفريط بها بهكذا سلوك وصفه بــ" الشاذ " فتعب الموسم برأيه "ليس للقذف وهذه إهانة للمزارع الكادح ويمكن أن يفرح الناس بالموسم بطريقة افضل كما نفعل نحن .

منتج ومستهلك في خدمة التجار

كيلو غرام البندورة في السفيرة يباع بست ليرات فــقط وبحسبة بسيطة يمكن معرفة ما يجنيه المزارع بعد تعب موسم يمتد لأربعة أشهر بعد حسم كلفة السماد والبذار والري والمبيدات وأجور القطاف والرش والخدمة هل يتبقى له ليرة أم نصف ليرة أم لا شيء ؟

في المقابل يشتري المواطن الكيلو غرام بـ 15 ليرة أي بزيادة نسبتها 250 % .

تتضخم حلقة الوسيط على حساب المنتج والمستهلك، ويقدر أبو حسين وهو مزارع اعتاد زراعة ما لايقل عن 3 هكتارات بالبندورة في تلعرن القريبة كلفة الدونم الواحد من 45000 إلى 50000 ليرة سورية وحسب ما ذكره المزارعون يجب أن يتجاوز وسطي انتاج الدونم الواحد 11 طن وهو رقم لا يتحقق بسهولة حتى يبقى للمزارع هامش صغير من الربح.

إنتاجية عالية ولكن !

المزارع محمد حج حسين وصلت إنتاجية الهكتار لديه هذا العام أكثرمن 11 طن للدونم الواحد، بعض الثمار التي عرضها في المعرض قاربت الألف غرام وكذلك كانت ثمار ابن عمه عمر.

لكن متوسط الإنتاج يدور حول رقم 9 طن للدونم الواحد، هامش الربح الضئيل يدفع كثيراً من سكان المنطقة لاستكمال الزراعة بتصنيع دبس البندورة .

وخلال الصيف تتلون سطوح منازل "السفرينين " كما يطلق عليهم في حلب باللون الاحمر نتيجة آلاف الأوعية البلاستيكية والأواني المنزلية المملوءة بالعصير القليل اللزوجة،وتوضع على أسطح المنازل وخلال عدة أيام لا تتجاوز الأربعة وتبعاً لشدة الحر يجف العصير ويتحول إلى دبس يعبأ في أوعية بلاستيكية وفي براميل صغيرة ويصل سعر الكغ أحياناً إلى 125 ليرة.

ويقول أبو مصطفى وهو يصنع كميات كبيرة في منزله ومنازل عائلته كل 100 كغ بندور تنتج بين 12 – 15 كيلو دبس.

أهداف

ويهدف المهرجان إلى تحقيق تنمية ريفية مستدامة عبر "تطوير إنتاج البندورة كمحصول رئيسي في منطقة السفيرة وتشجيع أبناء المنطقة لاقامة مشاريع انتاجية زراعية وتصنيعية مشتركة" كما قال أحمد معروف رئيس اللجنة المنظمة.

كما تسعى غرفة الزراعة إلى "تطوير تقنيات اتصنيع والتعليب والتسويق على مستوى المزارع والبويت الريفية مع توثيق المنتج من خلال التشجيع على التجمع في ورشات متكاملة وبماركات محلية " وإلى "نقل وتوطين خبرات الباحثين ونتائج البحوث المنفذة بكلية الزراعة بجامعة حلب معرفة مشكلات الزراعية التي تواجه مزارعين لحلها ".

و لأجل ذلك عقد في المهرجان أربع جلسات علمية تناولت الأهمية الغذائية والاقتصادية للبندورة والتقنيات الحديثة لزراعتها وإدارة خصوبة التربة في بساتين البندورة ودليل آفات البدورة ،والتصنيع الغذائي لها وفساد الأغذية وطرق معالجتها وشبكات ري البندورة واستخدام مخلفات.

وخصص المنظمون الجلسة الأخيرة لمناقشة المقترحات والتوصيات لتطوير زراعة البندورة والتي تركزت على ضبط الأسعار بشكل عادل ، واستجرار جزء من المحصول وإنشاء معمل كونسروة في المنطقة ودعم إنشاء ورش تصنيع صغيرة بمواصفات قياسية، وتقديم القروض لأجل ذلك .

باسل ديوب – سيريانيوز – السفيرة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق