أحمد السعيد
النظام المصري وأجهزته الأمنية لديهم مشكلة
فرغم أنهم أصروا على أن تهريب الأسلحة الى غزة لا يتم عن طريق سيناء, وإنما عن طريق البحر حيث تقوم سفن تجارية برمي براميل محملة بالأسلحة في عرض البحر لتطفو الى شاطئ غزة, الا أنهم قبضوا على أفراد تابعين لحزب الله تورطوا بعمل لا يعترف النظام المصري بحصوله على أراضيه, وهو تهريب الأسلحة الى غزة
وان كان لا بد من ايجاد تهمة بديلة, فلا أدري لم لم يتم اتهامهم بتهريب الأغنام العابرة للقارات أو وقود الطبيخ النووي أو حتى الاسمنت أرض جو الذي صادروا بعضه مؤخرا وهو ما لا يتحرّج النظام من الإعتراف بمكافحته, بل يعتزّ بنشر الجنود للجري خلف الأغنام والماعز للقبض عليها قبل تهريبيها الى غزة عبر نفق متصدّع لم يتم اكتشافه بعد تحت معبر رفح المغلق؟ ولا أعرف لم يسمى المعبر معبرا رغم استخدامه للابتزاز وليس للعبور
الصحف تحدثت عن توجيه تهم بالتجسس وانتهاك سيادة الدولة وتهديد الأمن القومي بل وحتى العمل على نشر التشيع؟ ورغم أن الاخيرة ليست بتهمة تستحق الاعتقال في نظام لا يتهمه أحد من الاصدقاء أو الاعداء بالتديّن, الا أنها كفيلة بشحن البسطاء من الناس ضد الذين انبروا لمساعدة أخوتهم من المسلمين السنة في غزة المحاصرة
في أذار من العام الماضي, كانت باخرة شحن واسمها ( غلوبال باتريوت) تستعد لعبور قناة السويس عندما اقترب منها قارب للباعة التجولين الذين يعرضون بضاعتهم على السفن العابرة ( يسمونهم في مصر بمبوطيه) فقامت قوات متواجدة على سطح الباخرة المدنية المستأجرة لحساب البحرية الامريكية, بفتح النار على القارب المصري فقتلت ابن صاحب القارب وجرحت اثنين اخرين كانا على متنه! ثم نزلت القوات الى سطح القارب وقامت بتفتيشه كما روت صحيفة المصري اليوم بتاريخ 26 مارس 2008
قائد العمليات في البحرية الامريكية واسمه غاري روهيد, قال حينها أن البحرية الأمريكية غالبا ما ترسل فرقا أمنية على متن السفن التجارية التي تستأجرها قيادة النقل البحري العسكرية سيلفت كوماند لنقل شحنات عسكرية عبر العالم
وقال (نمنحهم سلطات واسعة ونثق بحكمهم وفي الوقت نفسه ندربهم تدريبا مكثفا) وتابع (عندما يحدث شئ مماثل فالامر متروك لحكم الشخص الموجود في الموقع لانخاذ القرار) حسبما نشرت صحيفة القدس العربي بتاريخ 26 مارس 2008
علماً أن المتحدث باسم الخارجية الامريكية في حينها واسمه شون كورماك قال أن السفن التي تنقل شحنات لوزارة الدفاع (تعبر تكرارا قناة السويس بدون حوادث) وأن الحكومة المصرية تقدم مساعدة على مستوى عال حسب تقرير صحيفة القدس العربي المشار اليه, أي أن ما تقوم به هو (دعم لوجستي ونقل أسلحة) وهو نفس عمل أعضاء حزب الله في سيناء.. فهل كان على أعضاء حزب الله اصطحاب قوات مرتزقة لينالوا رضى النظام المصري ولا ينتهكون سيادته ؟ أم أن العبرة بمن يتلقى السلاح؟
إن كان حزب الله قد أخطأ بالسماح لأحد أعضائه بالعمل في مصر بما يخالف قوانينها التي تحرّم مساعدة الأشقاء, فعليهم محاكمة هؤلاء الشيعة الشرفاء بتهمتهم الحقيقية وهي محاولة مساعدة أهل السنة في غزة على الصمود .. لا أكثر ولا أقل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق